هذه دراسةٌ تُرَمِّمُ أحدَ الوجوه التاريخيّة للعلاقات الفلسطينيّة المغربيّة في مرحلة النّضال المُشْتَرَك، وأعني، بالتحديد، الوجهَ الفلسطينيَّ المسانِدَ للقضيَّة المغربيّة في عهد الحماية، وهو ما يتجلّى بأشكالٍ تاريخيّةٍ عدّة، أظْهَرُها الدورُ الفلسطينيّ البارز في تكوين الوعي النضاليّ والفكريّ المغربيّ، ومساندةُ فلسطين للحركة الوطنيّة المغربيّة منذ بواكيرِ نشوئِها، ثُمَّ المُكْتَسَباتُ التي حقَّقَتْها زيارة السياسيّ المغربيّ، ورئيس حزب الإصلاح الوطنيّ بتطوان الأستاذ عبد الخالق الطريس لفلسطين 1947. والدراسةُ في ذلك، إنّما تسعى إلى إعادة امتلاك المعنى الذي عاشتْه تلك المرحلة عبر إزالة غُربَةِ تنائيها التاريخيّ عن الألفيّة الثالثة؛ وذلك من خلال قراءة مجموعةٍ من الوثائقِ والمراسلاتِ والمُذَكَّراتِ ذاتِ الصّلة بأشكالِ الدّعم السابِقَةِ تلك. وعليه؛ تتوسَّلُ الدراسة بالوصف التاريخيّ منهجًا لاستصراحِ بَعْضِ مساراتِ العلاقاتِ الفلسطينيّة المغربيّة في مرحلة النّضال المشتَرَك: فَتَبْحَثُ في دَوْرِ فلسطين في تكوين الوعي الفكريّ والنضاليّ المغربيّ، أوَّلًا، ثُمَّ تَقْرَأُ أوجه الدّعم الفلسطينيّ للقضيّة المغربيّة من خلال مراسلات عبد الخالق الطريس 1947، ثانيًا.