تحاولُ هذه الدِّراسةُ مناقشة مجموعة من المبادئ والقيود التي تهم النظريّة الدلالية في السياقِ المعرفيّ (الإدراكيّ)، وذلك انطلاقا من افتراض قاعديّ مفادُه أنّ موضوع النّظريّة الدلاليّة مفتوح علميّا بِما أنَّه يَسْتَلْزِمُ التَّعامُلَ مَعَ مُعْطَياتٍ غَيْرِ مُتَجانِسَةٍ: لِسانِيّة، وَإِدراكِيّة، وَمَعْرِفِيَّة، وَعَصَبِيَّة، وَمَنْطِقِيَّة، وَاسْتِدلاليّة، وَثَقافِيَّة، وَاجتماعِيَّة. وذلك ما تَفْرِضُه، بِبَساطَة، طَريقَةُ اشْتِغالِ الذِّهْنِ البَشَرِيّ، حَيْثُ على النظريّة التي تَتَغَيّا البَحْثَ في اشتغالِه، وَدِراسَة سيرورات إنتاجه المَعْنى، أَنْ تَكونَ نَظَرِيَّةً ذاتَ استراتيجيَّةٍ عِلميَّةٍ مَفْتوحَةٍ. وعليه؛ تسعى هذه الدّراسة إِلى تَنْظيمِ النظرية الدلاليّة في إِطارِ دِراسَةِ التَّصَوُّراتِ، وذلك من خلال الاعتناء بنظريّة الدلالة التصوّرية لراي جاكندوف، فَترصد، أولا، طائفة من المبادئ والقيود للدلالة التصوّرية، ثُمَّ تحدّد، ثانيا، مفهوم البنية التصوريّة، وعلاقته بالنظريّة الدلاليّة.