هذه دراسة تسعى إلى استصراح خصائص الخطاب المُبَنْيِنة للرحلة السفارية، لمّا كانت الأخيرة فعلا تاريخيا موجِّها ذات الرحّالة لغرض دبلوماسي قصدتْه إلية السلطة السياسية قصدا، على المستوى المرجعي الواقعي من جهة، وفعلا تمثيليا يسعى فيه الرحّالة إلى ترهين رحلته وتوثيق مشاهداته عبر نظام ترميزي (نظام الكتابة) تؤوِّل الكلمات فيه الأشياء دون أن تنسخها، من جهة أخرى، وفق نسق تواصلي يحكم أسلوبه سلطة المرسل إليه/ الخليفة، على المستوى السردي الخطابي. تأسيسا على ما تقدم؛ تتوسّل الدراسة بالسرديات، وما تقدّمه من مفاهيم إجرائية لتحليل المكوّنات الخطابية المشيدة صرح الرحلة السفارية، كالزمن والسرد، والوصف، والتقرير، والغرائبية، والعجائبية في رحلة ابن فضلان إلى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة. يسبق ذلك الوقوف التكويني على تمظهرات الرحلة في الخطاب الشعري العربي القديم قبل أن تغدو نوعا سرديا يمتلك مميزاته الخطابية.