تحاول الدراسة الإجابة عن إشكال مركزي يهم العلوم الاجتماعية والفلسفة على السواء، مفاده: كيف نشيد واقعا مؤسسيّا، كالدبلوماسية، له وجودٌ موضوعي، يحظى باعترافنا؟ فتفترض أن القدرة على تشييد الواقع المؤسسيّ تستند في عمقها إلى القدرة الأحيائية التي نمتلكها نحن البشر، وأن تلك القدرة تظل كامنة بنحو تتخذ صيغها المختلفة في كل المؤسسات التي نجعلها واقعا. وسعيا لذلك؛ تتخذ الدراسة من نظرية الفيلسوف الأميركي جون سيرل في بناء الواقع الاجتماعي منهجا لفحص ذلك الافتراض ومقاربته. تخلص الدراسة إلى مجموعة من النتائج المهمة، أظهرها أنّ الثقافات بالرغم من اشتراكها، أحيائيّا، بالقدرات التي تمكّنها من بناء الوقائع المؤسسية (كالمؤسسة الدبلوماسية)؛ فإنّها تختلف في شكل المعايير القيميّة التي تُبَنْيِنُ بوساطتها وقائعها المؤسسيّة . توصي الدراسة بحاجة البحث الاجتماعي العربي إلى تأسيس تصوراته عن الواقع الاجتماعي والمؤسسيّ على طروحات بينتخصصيّة ترفع إدراك الواقع من مستوى الحس المشترك إلى مستوى تأويلي أكثر كفاية.