يهدف البحث إلى استنباط عددٍ من الأساليب الّتي اتّبعها اللّغويّون في مساءلة الأعراب ليتحصّلوا على الأجوبة من أفواههم عفو الخاطر، الأمر الّذي يجعل المادّة المسموعة في أنقى صورها اللّغويّة وأصفاها، كما أنّه ينظر في شموليّة هذا المسموع وعدم حصره فيما يُدعى باللّغة «المشتركة»؛ فقد امتدّ حتّى شمل اللّهجات والسّؤال عنها.
وبذلك، يكشف البحث عن مقدار التّحرّي المبذول من أجل جمع هذه المادّة بأصفى صورها، كما أنّه يردّ على بعض ما قيل عن القدماء حول جمعهم اللّغة «المشتركة» أو المعياريّة، ويحاولُ معالجةَ الأساليبِ المتّبعةِ في مساءلةِ الأعرابِ، والنظرَ في هذه الأساليبِ نظرةً فاحصةً، لمعرفةِ ما إذا كانت هذه الأساليبُ كُلُّها تُقَدِّمُ معيارًا واحدًا ومُحَدَّدًا من الجودةِ، علاوةً على كونِهِ يبحثُ في مدى جودةِ المسموعِ ودقّتِهِ، بوصفِ ذلكَ كُلِّهِ مشكلةً عُنِيَ البحثُ في الكشفِ عنْ تداعياتِها، واعتمدَ البحثُ المنهجَ الوصفيَّ في سبيلِ هذه المعالجةِ، ويخلص إلى عددٍ من النّتائج؛ لعلّ أهمّها تنوّع أساليب المساءلة عند اللّغويّين وشموليّتها، واغتنامُهم الفرصة في الكشف عن كلّ مبهمةٍ في الدّرس اللّغويّ قد يطرحها القدر أمام العالم، وغير ذلك من النّتائج الّتي تكشف وعي اللّغويّين لأهمّيّة استجلاء المادّة اللّغويّة أيّما استجلاءٍ.