يهدف البحث إلى النّظر في مضمر خطابات الهامش الجاهليّ المنشقّ عن سلطة القبيلة، وفي الأنساق الثّقافيّة الّتي حاول بها صياغة هُويّته، متّكئًا على تطبيقات النّظريّة ما بعد الاستعماريّة؛ بوصف القبيلة مركزًا، والصّعاليك هامشًا تابعًا، وعلى مفهومي القراءة النّسقيّة والنّقد النّسقيّ.
وينقسم البحث إلى قسمين؛ نظريٍّ يطرح فيه مبادئ وأساساتٍ للنّظريّة الّتي سيسير عليها الإجراء، وإجرائيٍّ ينسقم إلى ثلاثة أنساقٍ؛ نسق الفاعليّة، ونسق العاذلة، ونسق الاغتراب، وهذه الأنساق الثّلاثة، تتّفق مع النّظريّة ما بعد الاستعماريّة؛ فنسق الفاعليّة ما هو إلّا محاولة التّابع تمثيل نفسه أمام المركز، ونسق العاذلة يتّفق مع ما ذكرته سبيفاك حول كون التّابع الأنثى يقبع بعمقٍ ازدواجيٍّ في الظّلّ، والعاذلة في هذه الحالة أمام مركزين؛ القبيلة، والصّعلوك، ونسق الاغتراب يتّفق مع مفهوم المنفى في النّظريّة ما بعد الاستعماريّة.
وأخيرًا، يتوصّل البحث إلى نتائج عدّةٍ، أهمّها أنّ ثَمّ توافقًا في تعامل الجاهليّ مع المرأة، إنْ رجلًا قَبَليًّا، وإن صعلوكًا، وأنّ الصّعلوك يعيش حالةً كبرى من الاضطراب والخوف، جِماعها العمل الدّؤوب والإحساس بالاغتراب في آن، وأنّ الصّعلوك استطاع تمثيل نفسه تاريخانيًّا لقدرته على استعمال "اللّغة"، ومواجهة سلطة المركز/ القبيلة بها، ولكنّه فشل في تكوين نفسه نسقيًّا.