يهدف هذا البحث إلى الكشف عن صورة الشعر في الفن العربي المعاصر، من خلال محاولة الإجابة عن الأسئلة البحثية: كيف أعاد الفنان العربي إنتاج اللغة الشعرية وتحويلها إلى لغة بصرية، وما هي الموضوعات الشعرية وآلية إنتاج العمل الفني؟ وقد اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي لتشريح الأعمال الفنية التي استلهمت الشعر، واختار تجارب فنية لخمسة فنانين من دول مختلفة ركزت أعمالهم على موضوع البحث انطلاقاً من الإطار النظري لتداخل الفنون (الشعر والرسم). هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن أهمية الصورة الشعرية في تشكيل الصورة البصرية في الفن العربي المعاصر، وبيان أثر استلهام الفنان من القصائد الشعرية. وقد خلصت الدراسة إلى عدة نتائج رئيسية، من أبرزها التأثير الكبير للشعر في الفن العربي المعاصر، سواء من الناحية الموضوعية أو في العملية الفنية. يسلط هذا البحث الضوء على ظهور أشكال مبتكرة في الفن العربي، ولا سيما دمج الكتب الأدبية جنبا إلى جنب مع الرسم التقليدي ودمج الخط العربي في جوهر الأعمال الفنية التي تستلهم من الشعر. وتسلط هذه النتائج الضوء على التفاعل الديناميكي بين الفنون الأدبية والبصرية في المشهد الفني العربي، مما يعكس انصهارًا ثريًا بين الوسائط والأساليب.