تحاول الدراسة استكشاف تأويلات المشي في كتاب "سرحات فلسطينيّة" للكاتب الفلسطينيّ رجا شحادة، فتنظر إلى المشي فعلًا يتجاوزُ حدودَ النشاط الفيسيولوجيّ البحت ليصبح عملا مولِّدًا للأفكار، وفعلا منتِجًا للمعاني. وفي هذا الإطار، تُقيمُ الدراسة إطار عملٍ يميّز بين ما يكون عليه المشيُ فعلا مُؤَوَّلًا، أي أنْ يتجاوَزَ فعل المشي في التلال الفلسطينيّة الإحالة على نفسه إلى التعبير عن تصوُّر الكاتب للصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ، وفعلا مُؤَوِّلًا، أي أنْ يُبَنْيِنَ فعلُ المشي المجالَ التصوُّريّ للتواصل في ذهن الكاتب.
تخلص الدراسة إلى نتائج عدّة، أظهرُها أنّ للخبرة الشخصيّة أثرا حاسمًا في توليد الدلالة من الفعل، فالاختلاف في الخبرات سيؤدّي، حتمًا، إلى الاختلاف في بناء التصوّرات، وأنّ الدلالة النهائيّة المتولّدة من فعل مشي شحادة هي الواقعيّة السياسيّة، بنحو يمثِّل فيه المشيُ الواقعيّةَ السياسيّة بالنسبة لديه، وأنّ شحادة يقدّم المشي على أنه إعداد لإمكانيّة بديلة، حيث يعتقد أنّ المهمّة العلاجيّة الحيويّة للصراع الفلسطينيّ الإسرائيليّ هي المشي في التلال الفلسطينيّة لاستكشاف الاحتمالات البديلة، وليس تحديدها.