هدفت الدراسة إلى التعرف إلى درجة توظيف التعليم عن بُعد لدى معلمي المدارس الثانوية الفلسطينية وعلاقته بكفاءتهم من وجهة نظر مديري المدارس في ظل جائحة كورونا، وقد تم استخدام المنهج الوصفي الارتباطي لملاءمته لطبيعة الدراسة، وتمثلت أدوات الدراسة من الاستبانة، وذلك لجمع البيانات المتعلقة بموضوع الدراسة، وتم التحقق من صدق وثبات الأدوات بالطرق المناسبة، وتكون مجتمع الدراسة من (230) مدير ومديرة موزعين على كافة المدارس الثانوية في المديريات المذكورة، وقد بلغ حجم العينة (99) فرد من أصل (230)، حيث تم الحصول على حجم العينة باستخدام معادلة حساب العينة وبرنامجRoasoft Sample size calculator  ووفق معادلة كيرجسي ومورجان Kergcie & Morgan، التي أعطت جميعا نفس النسبة.

وتم معالجة البيانات إحصائياً باستخدام برنامج الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPPS)، وذلك باستخدام المعالجات الإحصائية التالية: التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية لتقدير الوزن النسبي لفقرات الاستبانة، اختبار "ت" لعينتين مستقلتين (Independent sample T-test) في اختبار الفرضية المتعلقة بالجنس والمؤهل العلمي، تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA) في اختبار الفرضيات المتعلقة بكل من المتغيرات (سنوات الخبرة، المديرية)، معادلة كرونباخ ألفا (Cronbach Alpha) لحساب ثبات الاستبانة.

وأشارت نتائج الدراسة أن درجة توظيف التعليم عن بُعد لدى معلمي المدارس الثانوية‎ ‎الفلسطينية كانت متوسطة، وأن مدى كفاءة المعلمين باستخدام أدوات التعليم عن بُعد في المدارس الثانوية الفلسطينية من وجهة نظر مديري المدارس في ظل جائحة كورونا كانت قليلة، وأن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين درجة توظيف التعليم عن بُعد لدى معلمي المدارس ‏الثانوية‎ ‎الفلسطينية وبين كفاءتهم من وجهة نظر مديري المدارس في ظل جائحة كورونا، وهي علاقة قوية وإيجابية حيث أن توظيف التعليم عن بُعد لدى معلمي المدارس الثانوية الفلسطينية يزيد من كفاءتهم.

وفي ضوء هذه النتائج يُوصى بالعمل على تدريب المعلمين على امتلاك المهارات التكنولوجية المتقدمة وإلحاقهم بالمزيد من الدورات التي تؤهلهم لاستخدام أدوات التعليم عن بُعد بكفاءة، ودعم المعلمين الأقل خبرة لزيادة قدرهم على توظيف التعليم عن بُعد من خلال تقديم الإرشادات والنصح ومَدهُم بكل ما يلزم لجعل هذه العملية أكثر سلاسة وجعل التعليم الإلكتروني نمط تعليمي لبعض المقررات حتى في حال اختفاء جائحة كورونا وذلك بهدف زيادة الخبرات بهذا النمط من التعليم وسهولة الرجوع إليه وقت الحاجة.