الشاعر زين الدين عمر بن الورديّ (ت749هـ) من الشعراء في العصر المملوكيّ الأوّل الذين أكثروا من النّقد الاجتماعيّ، والسّياسيّ، والإداريّ في أشعارهم، وعبّروا عن تجربتهم الخاصّة في ذلك، إذ كان شاهداً على أوضاع مجتمعه السّياسية والاجتماعّيّة، وتولّى منصباً في القضاء، فاطّلع على ما فيه، وفي غيره من المناصب من مفاسد، وقدّم في شعره مظاهر مختلفة لذلك.
يأتي هذا البحث ليقف على مظاهر النقد الاجتماعي والسياسي والإداري في شعر ابن الوردي، ومضامينها المختلفة، وبعض طرق التعبير عنها، وأساليبه الفنيّة فيها.
اتّبع البحث المنهج الاستقرائيّ الوصفيّ التحليليّ، فأتى في منهجه على جميع أشعار ابن الوردي الموجودة في ديوانه، الخاصة بموضوع الدراسة، باستثناء مراثي ابن الوردي في الشيخ ابن تيمية التي تناولت جانباً من النقد الاجتماعي والسياسي لوجود تفصيل لها في دراسات سابقة.
خلص البحث إلى أن ابن الورديّ كان من أكثر شعراء عصره نقداً لأوضاعه السياسية، والاجتماعية، والإدارية. وحفل ديوانه بالأشعار المعبرة عن ذلك، وتنوّعت اتجاهات هذا النقد، ومضامينه، وأساليبه الفنية، فقد نقد السّاسة، وأرباب الدولة في عصره، وبيّن سوء سلوكهم وظلمهم. ونَقَدَ مجتمعه: طوائفه المختلفة، وأخلاق أبنائه، وبيّن صفاتهم السلبية. وكشف عن الفساد الإداري يومذاك، وركّز على الرّشوة، وانتشارها في سبيل الوصول إلى الوظيفة والمنصب. ووظف في ذلك كلّه التناص القرآني، والفنون البديعية، وبخاصة الجناس والتورية، واستحضر التراث، واتّكأ على الصورة الفنية، وأسلوب السخرية.
يوصي البحث بالآتي: