الخطاب التفاعلي في الشعر الرقمي وآليات استقباله
قصيدة لا متناهيات الجدار الناري لمشتاق عباس نموذجا
أ.د.خليل عوده
جامعة النجاح الوطنية_فلسطين
لم يعد الخطاب الأدبي الحديث يعتمد آليات التوصيل التقليدية التي تعتمد الكلمة وسيلة أساسية ووحيدة في عملية الإرسال، وكيفية التفاعل مع المتلقين التقليديين، وأصبح الخطاب الأدبي في ظل التطور التكنولوجي والتفاعل الرقمي، يعتمد وسائل حداثية في طريقة تقديم النص الأدبي، وآليات استقباله، وهذا يحيلنا إلى نمط جديد من الأدب الرقمي الذي يعتمد الوسيط الألكتروني، والتكنولوجيا الحديثة في تقديم أنواع جديدة من الأدب تتنوع في طريقة التقديم وأسلوب العرض، فنحن أمام نوع جديد من الأدب، ونوع جديد من الخطاب، تتضافر فيه الكلمة مع وسائط تكنولوجية حديثة، تتشكل من خلال وسائط بصرية أو سمعية أو حركية، تشكل في مجملها نموذجاً جديداً من الأدب الذي يطلق عليه الأدب الرقمي، أو التفاعلي، أوغير ذلك من المسميات التي تشير بشكل واضح إلى هذا النموذج الأدبي الجديد الذي بدأ يتشكل، ويفرض نفسه بشكل أو بآخر على الأدباء أولاً، وجمهور المتلقين ثانياً.
وإذا كانت عملية الإرسال في الأدب الرقمي تحتاج إلى جهد مضاعف من الأديب الذي يجب عليه أن يستعين بالوسائط التكنولوجية الحديثة، فإن الأمر بالمثل بالنسبة لمستقبل هذا الأدب، الذي يجب عليه هو الآخر أن يلم بهذه الوسائط، وتكون لديه الجرأة في التعامل معها، وهنا يبرز دوره كعنصر فعال ومؤثر في عمليه استقبال النص، ومشاركة الأديب في عملية الكتابة، وعدم الاكتفاء بمجرد الاستهلاك السلبي للنص، وهذه الشراكة تحتم علينا إعادة النظر في الخطاب الأدبي التفاعلي، وآليات استقباله، وكيفية التعامل معه على مستوى المتلقي أولاً، ونقاد الأدب ثانياً.
وهنا يمكن تناول قصيدة رقمية بعنوان لامتناهيات الجدار الناري لمشتاق عباس معن لتحليل أسلوب الخطاب الشعري الرقمي الذي يجمع بين الكلمة والصوت والصورة والحركة، وكيفية استقبال هذا العمل، مصحوبا بهذه الوسائل المتعددة التي تكون فيها الكلمة عنصراً من عناصر تشكيل النص، وليست عنصراً وحيداً فيه.
أهمية البحث:
يحاول البحث الكشف عن آليات جديدة في استقبال الخطاب الأدبي المرتبط بوسائل تكنولوجية حديثة تختلف عن وسائل الاستقبال التقليدية في الأدب الرقمي.
كلمات مفتاحية:
الخطاب التفاعلي_الشعر الرقمي_قصيدة مشتاق عباس معن_آليات الاستقبال