ملخص:
تعنى هذه الدراسة بتحليل أسلوب الاعتراض في القرآن الكريم، باستخلاص منهج يُوضح كيفية تضمين السياق القرآني جملةً أو أكثر دون التأثير على البناء النحوي للجملة الأصلية، لتحقيق غايات بلاغية مثل التأكيد والتوضيح والتنبيه وإبراز معانٍ محددة تفيد السامع. وقد تناول البحث تطور هذا الأسلوب منذ بدء الاهتمام به لدى أهل اللغة مثل الفراء وابن فارس وابن جني، وصولاً إلى اهتمام أهل التفسير به، بدءاً بالطبري ثم الواحدي والزمخشري وأبو حيان والرازي وصولا إلى ابن عاشور الذي اتسمت تفسيراته بدقة تتبع الآيات والجمل المعترضة. كما تُبرز الدراسة أن الاعتراض يُشكّلُ وجهاً خاصاً من علم المناسبات في القرآن الكريم، إذ يربط الآية المعترضة بالسياق الذي وردت فيه وبمحور السورة الرئيسي، مما يُثبت تماسك النص وإعجازه البياني؛ وهو ما يُضعف ادعاءات بعض المستشرقين بنفور بعض الآيات عن سياقها، وزعمهم أنَّ الاعتراض إقحام لا فائدة منه.
تخرج الدراسة بتوصيات تدعو إلى تعميق البحث في تتبع الآيات المعترضة والكشف عن أوجه مناسبتها مع سياقها، ودراسة تطور أسلوب الاعتراض في كتب التفسير، لما له من أثر بالغ في فهم النص القرآني وإظهار ترابطه وانسجامه.