إن عدم الاستقرار السياسي هو أحد أهم العوامل المؤثرة على تغير استخدامات الأراضي والتوسع الحضري، وخاصة في المناطق التي تواجه مشاكل سياسية وحروب. ولقد تأثر التخطيط المكاني على مختلف مستوياته (المستوى المحلي والوطني والإقليمي) في فلسطين تاريخياً بالأحداث والأنظمة السياسية التي سيطرت عليه منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. إن المساحة المحدودة للأراضي الفلسطينية المحتلة، والزيادة المطردة في عدد السكان، والطلب المتزايد على الموارد (وأهمها الأرض) تتطلب تنظيماً عقلانياً ومستداماً لاستخدامات الأراضي والتخطيط السليم لتطوير الخطط والسياسات للتنمية.
يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير عدم الاستقرار السياسي والصراع على الأرض على التنمية والتخطيط الحضري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن استكشاف دور سياسات وآليات التخطيط الحضري التي تتبناها السلطة الفلسطينية في تحقيق نظام مستدام لإدارة الأراضي الحضرية. وقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي لفهم مؤسسات تخطيط الأراضي وتوجيه وإدارة سياسات توفير الأراضي.
وخلص البحث إلى أنه لتحقيق إدارة مستدامة للأراضي الحضرية، يتعين على السلطة المحلية تطوير القدرات والإطار التنظيمي لإدارة عمليات الأراضي الحضرية على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية. ويستند هذا البحث إلى المناهج التاريخية والوصفية والتحليلية. ومن ناحية أخرى، يعتمد البحث على الخبرة الأكاديمية والعملية للمؤلف في مجال التخطيط الحضري.