الملخص: الهدف: تقديم نموذج تحليلي بصري لاستكشاف التقنيات الفنية في سياقات فكرية متنوعة بين التكعيبية والنقائية، وتوضيح كيفية معالجة النقائية لمعضلة إعادة صياغة الموروث الثقافي ضمن إطار فني جديد يواكب متطلبات الحاضر والمستقبل. المنهجية: اتبعت الدراسة المنهج التحليلي لمجموعة مختارة من الأعمال الفنية التي تمثل الحركة النقائية منذ نشأتها وحتى بدايات تفككها المبكر، مع مقارنتها بالأعمال التكعيبية التي انبثقت في الأصل من نقدها للمدرسة التكعيبية. تناقش الدراسة نهج كل من الحركتين الفنيتين وتستعرض أدوارهما في تشكيل اللوحة التشكيلية كرد فعل للتحولات العميقة التي شهدها المجتمع الفرنسي قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها. النتائج: لعبت التكعيبية دورا رياديا في إحداث ثورة في الفنون البصرية الحديثة من خلال ابتكار رؤية جديدة للواقع، ترتكز على تسجيل المنظورات المتعددة في لحظة واحدة، متجاوزة الأبعاد الثالثة، للوصول إلى مفهوم البعد الرابع. في المقابل، صاغت النقائية لغة بصرية تجمع بفعالية بين الحداثة والكلاسيكية، من خلال التركيز على النظام، الانسجام، الدقة، والتوازن برؤية حديثة. وفي ظل تغلغل التكنولوجيا في كافة جوانب الحياة، اتخذ رواد النقائية العناصر المنتجة صناعيًا مواضيع رئيسية في أعمالهم الفنية، مما يعكس الارتباط العميق بين الإنسان الحديث والآلة، وسيطرة قوى الإنتاج على تفاعل الأجساد والعقول مع البيئة المحيطة بشكل لا رجعة فيه. التوصيات: أوصت الدراسة الباحثين والمتخصصين بأهمية مناقشة دور كل من الحركتين في صياغة الصورة البصرية في المجتمعين الحديث والمعاصر، من خلال تنظيم ورش عمل وندوات تعليمية. كما دعت إلى إجراء بحوث ميدانية تتضمن مقابلات مع فنانين معاصرين لاستكشاف آليات استخدام التقنيات التكعيبية والنقائية في إنتاجهم الفني.