الخلفية
تُعَدّ اجتماعات السلامة (safety huddles) لقاءاتٍ قصيرةً متعددةَ التخصصات تهدف إلى التخفيف الاستباقي من المخاطر، وقد بات استخدامها متزايدًا في القطاع الصحي لتعزيز التواصل وضمان سلامة المرضى. ورغم الفوائد المعترف بها لهذه الاجتماعات، لا تزال هناك تحديات تتجلّى في عدم اتساق التعاريف، وتفاوت طرق التطبيق، والغموض المفاهيمي، ما يعيق توحيدها وتوسيع نطاقها. وتهدف هذه الدراسة إلى توضيح مفهوم “اجتماع السلامة” عبر تحليل مفاهيمي دقيق.
المنهجية
تم تطبيق منهجية روجرز وكنفل للتحليل المفاهيمي التطوري. وأُجري بحثٌ منهجي في قواعد بيانات CINAHL وMedline وPubMed للفترة من 2013 وحتى يناير 2025، حيث تم تحديد 32 دراسة ذات صلة. ثم جرى تحليل البيانات لتحديد السمات الجوهرية (core attributes)، والمتقدمات (antecedents)، والنتائج (consequences)، والاختلافات السياقية لاجتماعات السلامة.
النتائج
يمكن تلخيص السمات الجوهرية لخمس خصائص رئيسية:
التواصل المنظم (مثل SBAR، وقوائم التحقق)
التعاون بين التخصصات
التصميم الزمني الهادف (محدود المدة ومركز على أهداف محددة)
التنبؤ الاستباقي بالمخاطر
القابلية للتكيف مع السياق
أما المتقدمات الرئيسة فشملت دعم القيادة، والشعور بالأمان النفسي، وتوفير الموارد المخصصة. وأظهرت النتائج تحسّنًا ملحوظًا في العمل الجماعي، والوعي الظرفي، وثقافة السلامة. كما بيّنت الاختلافات السياقية قدرة هذه الاجتماعات على التكيف مع بيئات مختلفة (مثل رعاية الأمومة ووحدات العناية المركزة)، إلا أن المشاركة غير المنتظمة لبعض الأفراد شكّلت تحديًا.
الاستنتاجات
تُعَدّ اجتماعات السلامة تدخلاً حيويًا وديناميكيًا متعدد الأبعاد، يتمتع بإمكانات كبيرة للحد من الأخطاء الطبية وتعزيز ممارسات السلامة التعاونية. غير أن التناقضات المفاهيمية والفجوات المنهجية الحالية تحدّ من إمكانية تعميم النتائج. ومن الضروري في المستقبل التركيز على تطوير أطرٍ معيارية مرنة في آنٍ واحد، وتدريب القيادات الصحية، وإصلاح السياسات ذات الصلة لتحسين فعالية هذه الاجتماعات. ويقدّم هذا التحليل نموذجًا أساسيًا يعين على تعزيز البحث والتعليم والممارسة في مجال سلامة المرضى.