التقليد في القرآن الكريم
Publication Type
Original research
Authors
Fulltext
Download

الخاتمة الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبرحمته ومنّه هدانا سواء السبيل، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فقد جاءت هذه الدراسة لتجيب عن أسئلة طرحها الباحث، ولتحقق أهدافًا كان قد وضعها في المقدمة، فكانت النتائج على النحو الآتي: -1 التقليد هو الأخذ بقول الغير، دون نظر في دليل المقلَّد. أما الأخذ بالكتاب والسنة والإجماع وأقوال الفقهاء، فلا يسمى تقليدًا، إنما هو اتباع. -2 القرآن الكريم أَوْلى مسألة التقليد والتبعية أهمية كبرى، لما لها من دور كبير في الحياة، إما سلبًا أو إيجاباً. فآياته تكاد تكون في غالبها الأعم تتحدث عن هذا الموضوع. فحينما يتحدث عن أهل الكفر، فهو يحذر من سلوك سبلهم، والتشبه بأفعالهم. وحينما يبين صفات المؤمنين ويمدحها، فإنه يوصي باتباعها. -3 القرآن الكريم بيّن التقليد والتبعية بشقيهما الإيجابي والسلبي. إلا أن الدراسة ركزت على التقليد السلبي. -4 العدو الأكبر بعد إبليس، الجهل؛ وذلك لأن الجاهل بالشيء عدو له، وإذا جهل المرء عدوه فإنه يتبعه مقلدًا إياه في أفعاله، خاصة إذا زينها له. -5 القرآن شاهد على كل عصر، يُشخّص أحداثه وأمراضه، ويقدم سبل الوقاية منها، والعلاج القاطع لها. وقد وصف حال زماننا- كما وصف الماضي- من تبعيتنا وتقليدنا لغيرنا. وما أصابنا من علل في هذا الزمان، ما هو إلا نتيجة لاتباعنا سبل الكافرين، وطاعتهم في أوامرهم، وتنكب صراط الله المستقيم. -6التقليد والتبعية مسألة لا ينجو منها أحد، حتى الأنبياء والرسل عليهم السلام، إذ إنهم يتبعون أوامر الله تعالى. لكن شتان بين من يتبع الخير وأهله، وبين من يتبع الشر وأهله. -7أجيال البشرية نسخة مكرورة، يتبع اللاحق فيها السابق في الأفعال والأقوال. إلا أن أكثر هذه الأجيال تكون تبعيتها لمن سبقوهم في الفساد والضلال والسوء والشر. -8الترف والكِبْر والعناد والحسد والعصبية من أكبر الأمراض التي تصد عن اتباع الحق، وبها يكون اتباع الباطل، وتقليد أهله، والتصميم على المدافعة عنه. -9الأسوة في الأفعال أبلغ من الأسوة في الأقوال، إذ الأفعال أشد تأثيرًا في الناس من الأقوال؛ لذا لابد من وجود أناس تصنع الحق واقعًا ملموسًا ليتأسى بها الناس، وتزداد ثقتهم بالإسلام، فيتبعونه ويمتثلون أوامره، ويجتنبون نواهيه. 10- مواجهة موجة التقليد اليوم، مسؤولية الجميع: قيادة وعلماء وحكومات ومؤسسات ودعاة وآباء وأمهات، وأنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك. التوصيات: 1- البحث ما زال فيه متسع للاستزادة، ونرجو من الله تعالى أن يُقَيِّض لاستكماله من هو أهل. 2-على أمة الإسلام- في جميع المستويات- أن تحسن أخذ العبرة والعظة وأن تتأسى برسولها- صلى الله عليه وسلم- وتترك ما هي فيه من التقليد الأعمى.

Journal
Title
موسوعة التفسير الموضوعي للقرآن
Publisher
كرسي القرآن الكريم وعلومه - جامعة الملك سعود
Publisher Country
Saudi Arabia
Publication Type
Both (Printed and Online)
Volume
10
Year
2015
Pages
100- 130