يقدم هذا الكتاب دراسة مقارنة الأولى من نوعها بين تجارب كل من الكتاب الفلسطينين في المنفى والكتاب الأمريكيين الذين اختاروا المنفى في أوروبا في القرن العشرين. يناقش هذا الكتاب الصورة النمطية لمفهوم المنفى لدى الكتاب الأمريكيين في القرن العشرين الذين اتخدوا من أوروبا وبالتحديد العاصمة الفرنسية باريس وطنا بديلا لأمريكيا التي اعتبروها بلد كبت الحريات والإبداع والأسعار المرتفعة والتي تسببت في عيشهم في المنفى. يأتي هذا الكتاب من خلال الإعتماد على نظرية ادوارد سعيد الطباق ونظريات أدبية مختلفة مثل النظرية المكانية والتاريخية على تجرية الفلسطينيين في المنفى ليضحد فكرة الكتاب الأمريكيين وبعض النقاد في مجال الأدب المقارن حول مفهوم المنفى. يقول هذا الكتاب أن هناك فرق بين أن تشعر بالمنفى لأسباب اجتماعية واقتصادية وأدبية أو أن تعيش في المنفى بسبب قوة استعمارية. كما يتطرق هذا الكتاب إلى أهمية التفريق بين مفهوم المغترب وهو من يختار أن يعيش في "المنفى" ويمكنه العودة إن أراد لكن علاقته مع موطنه علاقة الرغبة بالإبتعاد عنه ومفهوم المنفي الذي تم إجباره على الإبتعاد عن وطنه الأصلي ويرغب بالعودة إليه لكنها ليست ممكنة بسبب قوة سياسية واستعمارية. يتعمق الكاتب ويلفت الإنتباه إلى أهمية فهم الدور الإستعماري والإمبريالي الذي يلعبه الكاتب الغربي الأبيض في دول العالم الثالث والنامية والمستعمرة مثل فلسطين بحيث يمكن أن تكون كتاباته استشراقية يتم توظيفها في اهداف سياسية واستعمارية كما حصل من قبل الكتاب الأمريكيين الذين قدموا إلى فلسطين كمغترين قبل بداية القرن العشرين ووصفوا فلسطين بطريقة ازدرائية كانت السبب بالمنفى الفلسطيني. كما يشير الكتاب إلى الأهمية الأدبية والتاريخية والسياسية في التفريق بين مفاهيم اللاجئين والمنفيين والمغتربين والمهاجرين ولا سيما في سياق الربيع العربي والهجرة الحالية إلى أوروبا وغيرها من القارات.