يتحدّث عن: (أثر القرآن الكريم على حافظه وتاليه)، فآثاره القرآن الكريم على الحافظ والتالي عديدة، وثماره مديدة، منها ما يمكن لنا إدراكه، ومنها ما لم نستطع له دركا، ومن الآثار ما هو مشاهد محسوس، ومنها ما هو مأمول منظور. وقد استعنت ببحثين سبق لي كتابتهما في هذا المجال، وهما: تأثير القرآن الكريم في نفوس سامعيه. وبحث: موانع تأثير القرآن الكريم في النفوس وعلاجها فلقد بهر القرآن الكريم عند نزوله قلوب سامعيه ممن فقهوا لغته، فملك عليهم نفوسهم، وأذعنوا لبلاغته وفصاحته، وعلموا أن لا طائل من معارضته، وتلذذوا بالاستماع إليه، وقد سجلت لنا آيات القرآن الكريم، وكتب السِّير ما أحدثه القرآن من أَثر في نفوس سامعيه، قال تعالى: "قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً" [الإسراء: 107-108]. وكم من معاند انقلب حاله عند سماعه للقرآن، فأصبح مؤمنا، وتحدثنا كتب السير أيضًا عن صحابة لم يتمالكوا أنفسهم من شدة البكاء والعويل عند القراءة والترتيل، فإذا كان هذا الأثر على السامع، فكيف بالحافظ والتالي