هدِف البحثُ إلى تسليط الضَّوْء على المعتقدات الشَّعبيَّة والطُّقوس المرتبطة بمعالجة الأمراض والوقاية منها، بوساطة مزارات الأشجار المقدَّسة في فلسطين حتّى مطلع القرن العشرين. فاشتمل على تأصيلٍ ميثولوجيٍّ لظاهرة الأشجار المقدَّسة، من حيث أصلها ومدلولات مصطلحاتها، وعالميَّتها، وعلاقتها بالاستشفاء، ثمَّ تناول بشكلٍ موسَّعٍ الطُّقوسَ التي مارسها الفلسطينيُّ للتَّخلص من الأمراض، بالاعتماد على القوَّة الروحيَّة والماديَّة التي وفَّرتها له تلك الأشجار. وأفاد البحثُ من عديدٍ من المصادر التّاريخيَّة العربيَّة والأجنبيَّة، وفي مقدِّمتها كتابات الرَّحّالة والجغرافيّين والإثنوغرافيّين المعاصرين لفترةِ موضوعِه. واتَّكأ على المنهج التّاريخيِّ الوصفيِّ والتَّحليليِّ. وأظهرت نتائجُه أنَّ الاستشفاء بالأشجار المقدَّسة ظاهرةٌ عالميةٌ وجدَت لها حيَّزاً في فلسطين؛ امتداداً للموروث الدّينيِّ السّامي والكنعانيِّ. واعتمدت طقوسُ الاستشفاء في اللاوعي الشَّعبيِّ على قاعدة السِّحر الاتِّصالي والتَّعاطفيّ، وأمّا أهمِّ الأمراض التي سادت في فلسطين في القرن التّاسع عشر ومطلع القرن العشرين: عُقْم النِّساء وحُمّى الأطفال والأمراض العقليَّة والنَّفسيَّة والجلديَّة. ومن أجل معالجتها أو الوقاية منها تناول المرضى ثمار الأشجار المقدَّسة، وشربوا منقوعها، وصنعوا منها ومن الأعشاب النّابتة حولها المراهمَ والتَّعاويذ، كما ربطوا بأغصانِها القِطَع القماشيَّة، وأضاءوا لها قناديل الزَّيت؛ من أجل تحقيق الأهداف المَرجوَّة.
كلمات مفتاحيَّة: المعتقدات الشَّعبيَّة، فلسطين، الأشجار المقدَّسة، الاستشفاء.